مسؤولة أممية تحذّر من تفاقم الوضع الإنساني بالساحل الإفريقي

مسؤولة أممية تحذّر من تفاقم الوضع الإنساني بالساحل الإفريقي

حذرت مساعدة الأمين العام لشؤون إفريقيا خلال إحاطة لمجلس الأمن، مارثا بوبي، من أن الوضع الأمني في منطقة الساحل لا يزال "مقلقا للغاية"، حيث تواصل الجماعات المسلحة غير الحكومية شن هجمات واسعة النطاق ضد أهداف مدنية وعسكرية، والانخراط في مواجهات للوصول إلى الموارد وفرض السيطرة الإقليمية والنفوذ.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن "بوبي"، خلال إحاطة إلى مجلس الأمن، قولها إن "الجماعات الإرهابية والمتطرفة العنيفة كثيرا ما تستهدف المناطق الحدودية، ولا سيما منطقة الحدود الثلاثية لبوركينا فاسو ومالي والنيجر".

واستمع مجلس الأمن إلى إحاطة من ممثلة المجتمع المدني ومنسقة شبكة العمل المناخي لغرب ووسط إفريقيا، عيساتو ضيوف، والتي شرحت الروابط بين السلام والأمن وتغير المناخ.

وحذرت "بوبي" من تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا بسبب الأزمة الأمنية.

في بوركينا فاسو، يلقي العنف بتحديات إنسانية متزايدة، حيث يحتاج حوالي 4.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية هذا العام، وتم تشريد أكثر من مليوني نازح داخليا، هذا بالمقارنة مع 3.5 مليون شخص احتاجوا إلى مساعدات إنسانية عام 2022.

وفي مالي، سيحتاج 8.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية هذا العام.

مكافحة الإرهاب

وأشارت مساعدة الأمين العام إلى "الحاجة الماسة لإحراز تقدم حاسم في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة في منطقة الساحل".

وحذرت من صعوبة عكس المسار الأمني في منطقة الساحل بدون تحقيق مكاسب أمنية كبيرة، قائلة: "وسيتوسع انعدام الأمن نحو بلدان غرب إفريقيا الساحلية".

وقالت: "بوبي" إن حالة عدم الاستقرار الأخيرة في السودان تمثل مدعاة إضافية للقلق، مشيرة إلى أن الآثار المدمرة لاستمرار زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل ستكون لها آثار محسوسة خارج المنطقة والقارة الإفريقية بأسرها.

بدوره، أفاد الأمين التنفيذي للمجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، إريك تياري، باستمرار تدهور الوضع الأمني على الرغم من الجهود الفردية التي بذلتها البلدان المتضررة بشدة من الإرهاب، وبشكل جماعي في الإطار الإقليمي لمجموعة دول الساحل الخمس.

وقال إن الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، شهدت زيادة مذهلة في السنوات الأخيرة، وهي ترتكب بشكل أساسي في منطقة حدود بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

وأوضح أن هذه الجماعات لم تعد تعتمد على الأجانب، بل على القادة المحليين في مناطق عملها وفي تنسيق الهجمات.

السلام والأمن وتغير المناخ

وقالت "ضيوف" إن منطقة الساحل "رمزية" للعديد من المشاكل التي يمكن أن تنشأ بسبب اشتداد المنافسة على الوصول إلى الموارد: الصراعات بين الرعاة الرحل والمزارعين، والهجرة، والتطرف، واستغلال الموارد.

وأضافت "ضيوف" أن الأزمات الأمنية في منطقة الساحل حادة، وبالتالي يكون من الضروري تعزيز قدرة المجتمعات والجهات الفاعلة المحلية على الاستجابة للصدمات والتكيف معها.

وتابعت قائلة: "انعدام الأمن والنزاعات العابرة للحدود في بلدان الساحل مدفوعة بعدد كبير من الجهات الفاعلة والعوامل المعقدة.. ترتبط بعض العوامل بسوء الإدارة والتمييز وعدم المساواة وندرة الموارد والفقر، ما يسهم في انعدام الأمن وتكثيف الصراعات الأهلية والتطرف العنيف".

وأشارت أيضا إلى المخاوف من زيادة التوترات والنزاعات نتيجة لزيادة التنافس على الموارد (الأرض والمياه والغذاء) والتدهور المستمر للأراضي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية